iklan banner

مفهوم مهارة الكتابة



فالكتابة فى اللغة من مادة (ك ت ب) تعنى الجمع والشد والتنظيم. وأما الإصطلاحى, فيرى عليان أن الكتابة هي أداء منظم ومحكم يعبر به الإنسان عن أفكاره ومشاعره المحبوسة من نفسه, وتكون دليلا وجهة نظره, وسببا فى حكم الناس عليه.[1] وقال فؤاد أفاندي (A. Fuad Efendy): أن مهارة الكتابة هى تدريب العاملين على الكتابة الإدارية الموضوعية الدقيقة وتجنب الأخطاء الهجائية والإملائية, وهذا يطلب تطوير التفكير وزيادة حصيلة معلومات اللغوية وترقية الأسلوب في الكتابة[2].
من التعريف السابق يظهر أن الكتابة هى النتيجة وحصيلة العقل الإنسانى, بخلاف الاستماع والقراءة, وحيث إنهما نافذة من نوافذ المعرفة وأداة من أدوات تثقيف العقل. ويؤكد هذا المعنى يونس وأخرون, كما نقله اوريل حيث قالوا: "إذاكانت القراءة إحدى نوافذ المعرفة, وأداة من أهم أدوات التثقيف التى يقف بها الإنسان على نتائج الفكر البشري, فإن  الكتابة تعتبر فى الواقع مفخرة العقل الإنسانى, بل إنها أعظم ما أنتجه العقل. وقد ذكر علماء الأنثروبولوجى أن الإنسان حين اخترع الكتابة بدأ تاريخه الحقيقى". فالكتابة أيضا تعتبر وسيلة من وسائل الاتصال بين الفرد وغيره, ممن تفصله عنهم المسافات الزمانية والمكانية.[3]
إذن فالكتابة نشاطة حركية و نشاطة فكرية و هما معاً تكونان المهارة الكلية للكتابة التى تنقسم بدورها إلى مهارتين : المهارة الحركية ثم المهارة الفكرية. و هنا يجدر بنا الإرشارة إلى أمرمهم تفرق به بين مفهوم المهارة الفكرية فى كتابة اللغة الأم و المهارة الفكرية فى كتابة اللغة الأجنبية و مدلول هذه المهارة و المستوى الذى يمكن الوصول إليه فى اللغة الثانية. و لعل هذا الأمر يتطلب منا أن نعود إلى ما سبق أن قررناه من أن الكتابة وسيلة للاتصال و للتعبير عن التفكير. فمن خلال الكتابة يستطيع الفرد أن يصل إلى التمييز بين التفكير الغامض و التفكير الناضج. فالكتابة تسجل فكره و تجتهد لتعبر عن مختلف المشاعر والمفاهيم والصور التى تريد أن تخرج من عقله مستخدمًا فى ذلك الكلمات مسطرة على الورق, ومسيطراً  على تسلسل أفكاره، بهدف تحقيق عملية اتصال، بواسطتها يمكن جعل الفكرة الواحدة ملكاً لشخصين أو أكثر، و يعنى هذا أن التعبير  الكتابى (التعبير و الإنشاء) يحقق وظيفتين من وظائف اللغة الأولى هى الاتصال، و الثانية هى التفكير، ومن هنا وجب أن يتجه تعليم التعبير الكتابى فى اللغة الأم إتجاهين هما:
1.     اتجاه الاتصال وهو ما نطلق عليه الآن الاتجاه الوظيفى فى الكتابة.
2.     اتجاه تفكير و يطلق عليه الآن الاتجاه الأدبى و الابداعى فى الكتابة.[4]


[1] احمد فؤاد عليان. المهارات اللغوية ماهيتها وطرائق تدريسها. الرياض. دار المسلم للنشر والتوزيع. 1413. ص 156
[2]  يترجم من
Ahmad Mahfud Effendy, Metodologi pembelejaran Bahasa Arab, Malang: Al-Misykat, 2009, Hal 170
[3]  أوريل بحرالدين, تعليم اللغة العربية وتطبيقه على مهارة الكتابة(مالانج: عوعين مالكى فريس, 2010), ص 64.
[4]  محمد كامل الناقة, تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى (المملكة العربية السعودية: حقوق الطبع وإعادته محفوظة لجامعة أم القرى, 1985), ص 234.
Previous
Next Post »
Thanks for your comment