iklan banner

أهمية مهارة الكتابة



تعبير الكتابة مهارة مهمة من مهارات اللغة . كما القدرة على الكتابة هدفاً أساسيا من أهداف تعليم اللغة الأجنبية. والكتابة كفن لغوى لا تقل أهمية عن الحديث أو القراءة , فإذا كان الحديث وسيلة من وسائل اتصال الإنسان بغيره من أبناء الأمم الأخرى , به ينقل انفعالاته و مشاعره و أفكاره و يقضى حاجاته و غاياته , و إذا كانت القراءة أذاة الإنسان فى الترحال عبر المسافات البعيدة و الأزمنة العابرة و الثقافات المختلفة , فإن الكتابة تعتبر من مفاخر العقل الإنسانى و دليل على عظمته حيث ذكر علماء الأنثر بولوجى أن الإنسان حين اخترع الكتابة بدأ تاريخه الحقيقى. فبالكتابة سجل تاريخه و حافظ على بقائه , و بدونه لا يستطيع الجماعات أن تبقى فى بقاء ثقافاتها و تراثها, و لا أن يستفيد و تفيد من نتاج العقل الإنسانى الذى لا بديل عن الكلمة المكتوبة أداةً لحفظه و نقله و تطويره[1].
و إذا كان اللغة فى حياة الإنسان لها وظيفتان أساسيتان هما الاتصال و تسهيل عملية التفكير و التعبير عن النفس , فإن الكتابة قادرة على أداء هاتين الوظيفتين, فنحن يمكننا بأن التعبير الكتابى وسيلة من وسائل الإتصال كما أنه ترجمة للفكر و تعبير عن النفس فى ذاة الوقت, ولكونه كذلك أصبح ذا أهمية كبيرة فى حياة الفرد والجماعات[2].
و الكتابة و إن كانت مهمة كوسيلة من الوسائل الإتصال والتعبير عن النفس و الفكر, فإنها مهمة أيضاً فى حجرة الدراسة حيث يتطلع الدراس اللغة العربية إلى القدرة على أن يكتب بها كما يتحدث و يقرء. إن الكتابة أيضاً وسيلة من وسائل تعليم اللغة. فهى تساعد الدراس على التقاط المفردات و تعرف التراكيب و استخدامها , كما أنها تسهم كثيراً فى تعميق و تجويد مهارات اللغة الأخرى كالحديث و القراءة و الاستماع أيضاً باعتبار كتابة الإملاء نوعا من أنواع التدرب على الاستماع كما سنذكر فى مكان آخر. ولقد ذكر كثير من علماء تدريس اللغات أن الطلاب الذين يقضون وقتا ً كافياً فى تعليم القراءة و الكتابة باللغة الأجنبية تكون لديهم معلومات وافية عن اللغة ويتمكنون من توظيف هذه المعلومات مما يسهل عليهم استخداماً صحيحاً[3].
وقد تزداد أهمية الكتابة فى المستويات المتقدمة من تعليم اللغة حيث يحتاجها الدراس ليعبريها عن مستواه فى دراسة اللغة, وقد يحتاجها ليسجل بها معلوماته عن اللغة , كما قد يحتاجها للتعبير عن نفسه كتابة فيما يتصل دراسة اللغة و ثقافاتها و أدابها. و إذا كانت الكتابة ويسلة من وسائل دراسة اللغة و ترقية المهارات اللغوية الأخرى , فإنها – فى ذات الوقت – تعتمد على هذه المهارات ويستفيد منها , فعن طريق الاستمتاع و القراءة يكتسب الدارس قدرة على الاستخدام المناسب للغة و تراكيبها هذه القدرة التى لا غنى عنها للكتابة الصحيحة المفهومة, فالشيئ الذى لا يستطيع الفرد أن يقوله لنفسه , لا يستطيع أن يكتب بسهولة و وضوح, ومن هنا نستطيع القول بأن ممارسة الكتابة بشكل فعال و الاستفادة منها كمهارة لغوية أمر مرهون بممارسة المهارات الأخرى والسيطرة عليها. 


[1]  نفس المرجع, 229
[2]  نفس المرجع
[3]  نفس المرجع, 230
Previous
Next Post »
Thanks for your comment